بنى مزار

مدينه بنى مزار

أن تكون من بنى مزار بقلم حازم دياب !

leave a comment »

بنى مزار

بنى مزار

أن تكون من بنى مزار بقلم حازم دياب

 بنى مزار – مدينه بنى مزار – مركز بنى مزار – بنى مزار المنيا – بني مزار -fkn l.hv-fkd l.hv

«إياك أن تخجل من دينك أو عائلتك أو بلدتك».. تلك الكلمات التى لقّنتها جدتى – رحمها الله – لأبى ونقلها أبى لى حتى حفظتها، أو حاولت حفظها حتى بات كل من حولى يدعونى للعكس.

أنا من مدينة بنى مزار، التى تقع بمحافظة المنيا، أراك قد عرفتها بسهولة، رغم أنها ليست بالمدينة الصناعية أو من أهل المشاهير.

«بنى مزار» نالت شهرتها من أمور مختلفة عن الدين والمنصب والكرة. نالته بفعل الجريمة والمختلين عقلياً!

دعنى أخبرك بالموروث الذى نعرفه عن المعنى اللفظى لبلدتنا، فأىٌّ منا يهتم للغاية بتلك الأمور، وثمة مجالس عديدة تجد معانى الأسماء تحتل حيزاً مهماً بداخلها. «بنى مزار» نسبة إلى أن المدينة كانت فى سابق العهد مزاراً يقصده الناس من كل النواحى والبلدان، حيث بها مدينة البهنسة، التى دُفن بها عدد من الصحابة، وبها مسجد أثرى. ويُقال إن الأرض فى هذه البقعة طاهرة، لدرجة أن الشيوخ يمشون عليها حفاة، هكذا أعلمونا بمعنى بلدتنا، لكن الآن صارت مزاراً مختلفاً تماماً.

أذكر وأنا فى طفولتى، لم أكن قد تعديت العاشرة بعد، أنه انتشر كلام مُرعب عن وجود سفاح فى البلدة يُدعى «عيد»، يدخل بيوت الناس ليلاً ويقتل كل النساء والأطفال ويترك الرجال، والسبب أن معشوقته قد تركته، لذا يسعى للانتقام.. أنا لا أحكى لك عن موال يترنم به أحدهم على الربابة تحت ظل شجرة، لكن هذا كان واقعاً، ولك أن تتصوّر مدى الهلع والفزع الذى يُصيب الأطفال فى هذا الوقت، خاصةً مع وقوع قتلى بالفعل، فى قرى مركز بنى مزار.. كنت أحلم به ورغم كونى رجلاً كما يصفنى أبى ليهدئ من روعى، إلا أننى كنت أنام فى حضن والدتى، غير عابئ بسخرية «عاصم» أخى الأكبر الذى سمحت له سنه ببعض الشجاعة. كان اسم «عيد» وقتها هو العنوان الرئيسى للصحف، وأثناء سفر والدى للعاصمة لأداء بعض الأعمال، كانوا يهابونه لأنه من بلد «عيد السفاح». ولكن أخيراً تم القبض عليه، وقتله، وصلبه، وتعليقه عارياً على سلم خشبى والتجوّل به بين طرقات بنى مزار ليبثوا الطمأنينة فى قلوبهم، وهم لا يدرون أنهم بفعلتهم قد نسجوا صورة مرعبة لن تُمحى من الذاكرة للأبد.

ثم جاءت حادثة من أشهر ما وقع فى القرن الجديد، تلك التى تُعرف باسم «مذبحة بنى مزار». بينما كان الجميع يترقب الاحتفال برأس السنة، تم ذبح عشرة أشخاص من بيوت متجاورة بقرية شمس الدين، وتم التنكيل بهم وتقطيع أعضائهم التناسلية دون ذرة شفقة، وزرعت هذه الحادثة الرعب فى الكبير قبل الصغير، صارت البيوت عامرة بالقرآن، وبالأنوار. ثم اتضح – كالعادة – أن مُرتكب الجريمة مختل عقلياً.

وجدتُنى أمام حالات تُجبرنى على احترام ذلك التعليق الصادم الذى يدعو لدراسة نفسيات أهالى مدينة بنى مزار ومعالجتهم.. هل هو على صواب؟.. هل مثل هذه الجرائم تقع فى كل البلدان؟.. أم أنها مقتصرة على بلدتنا بالتحديد؟.. هل هناك حل لمثل هذه الحوادث، أم أنها ستظل مادة خصبة لبرامج «التوك شو» للحديث؟

أسئلة لا حصر لها دارت بخلدى؛ اضطرتنى ربما للمرة الأولى فى حياتى، وآمل أن تكون الأخيرة هذه المرة، إلى أخالف رأى والدى.

حدث ذلك عندما ذهبت لأحجز فى قطار الصعيد من محطة الجيزة. وموظف الحجز هذا يرى نفسه من ضمن الملوك، الذى يترفّع عن رعاياه ويتكرّم عليهم ويتعطّف بإعطائهم التذاكر.. عندما قلت له: تذكرة »الجيزة- بنى مزار» من فضلك فى قطار (…)، وجدته ينظر لى من أسفل عويناته السميكة، ويقول لى من فم حاول أن يكون ضاحكاً: «بنى مزار بلد الـ(…) وسُبّة مكان النقاط؛ حيث يعف لسانى عن نطقها، لا كتابتها، وممنوعة بموجب القانون. وجدت كل من حولى يضحكون استهزاء من بلدتى، ووجدتُنى فى موقف لا أستطيع فيه حتى مجرد الدفاع. مع هؤلاء إيثار السلامة خير طريق لحفظ الكرامة.

سامحينى جدتى العظيمة التى لم أر وجهك، لكننى أسير بنور نصائحك.. عذراً أبى العزيز: لن أقول إننى من بنى مزار مرة أخرى!

كتبها  حازم دياب  فى موقع المصرى اليوم(الصفحات الخاصه)  بتاريخ    ١٩/ ١/ ٢٠١١

    http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=285137&IssueID=2020

Written by welcome2egypt

11 أوت 2011 في 5:44 ص

أرسلت فى Uncategorized

أضف تعليق